19 Apr 2011

الحب فى الجامعة


يؤجل العديد منا التعمق فى قصص الحب الى أن يدخل مرحلة الجامعة وذلك لان اهلهم استطاعوا استمالة عقولهم فى مرحلة الصغر والمراهقة بأن الحب لا ياتى الا فى الجامعة فذلك الحب هو من يستطيع ان يتطور ليصل الى الارتباط الرسمى (الزواج) بل و نجدهم يلقنوننا صغارا باننا لابد ان نتزوج من الاطباء او المهندسين او ضباط الشرطة بنفس اللهجة كما يريد كل اب او ام ان تكون حياة صغيرهم فى المستقبل.
لا اتحدث هنا عن نفسى فقط بل عن معظم الشباب و الفتيات فى جيلنا .
يتطور الحال فى مرحلة الثانوية العامة والتى يكون فيها الفرد اكثر انفتاحا على العالم الخارجى لاول مرة ليرى تلك الفتاه و يعجب بها و يحاول ان يتحدث اليها فينقسموا هنا قسمين :

اولهما : من يجد فى نفسه عدم القدرة على مخالفة القواعد التى غرست فيه منذ نعومة اظافرة فيتجاهل ذلك الاحساس الذى يراوده والذى قد يكون احساسا صادقا لانى كما اعتقد الحب الاول الذى يختطف القلوب من اول نظرة لا يمكن ان يكون احساسا خاطئا , او قد يكون القدر يخبئ له ف جعبته الكثير والكثير من التجارب الحياتية قبل ان يصل الى الحب الذى يريده فيضطر الانتظار عما سمعة من الحب الذى قد يأتى فى الجامعة.

الاخر: يجد ان حياته يجب ان يعيشها من اول مراهقته وحتى مرحلة النضج التى يكون فيها مستعدا لاختيار قراراته الصائبة , فيتجاهل كل ما قيل له من ابويه و يستمر فى اعجابه بتلك الفتاه حتى يصل الى قلبها و يعش معها الحب الى ان ياتى عليه يوما و ينقطع وذلك يحدث غالب الاوقات وليس كلها فيعيش فى حيرة وندم فيقول لنفسه -مخطئا-  لقد اسأت لكى بتجاهلى لكلام من هم اكبر منى سنا و عقلا ومن هم ادرى بمشاكل الحياة و يستطيع هنا اقناع نفسة بأهمية انتظار ذلك الحب الذى يأتى بمفرده.

تأتى الكارثة هنا عندما يدخل الفرد الجامعة ليجد كل منهما يبحث عن الحب فى كل مكان ولا يعلمون ان الحب لا يجب ان نبحث عنه بل يأتى بمفرده , فيضطر كل منهم الى اختيار من تصلح لان تكون حبيبته و يتطلع لان تكون الفتاة المثالية التى لا يختلف علييها اثنان .
فعندما تقع عيناه على تلك الفتاه التى يراها ملائمة له ويحاول التقرب منها الى ان تسلمه مفاتيح قلبها , فيقول :
الاول : -والذى رفض الحب قبل الجامعة وتسيطر عليه حالة من الفرحة و السرور - نعم والف نعم قد ثبت الكلام الذى تدارستُه طوال حياتى فقد ادركت الان ان كلام اهلى كان صائبا لكن ان حدث و جاء أمر الفراق بينه و بين من احبها نجده يسترجع ذكريات ما قد سبق قبل الجامعة ليندم على تلك الفرصة التى اضاعها ويقول فى نفسه انا من اخطأت لاستماعى اليهم واهتمامى بما يريددون وقد يدخل فى مرحلة صدام عنيف مع ابويه ومن هم اكبر منه سنا.

أما الاخر: -والذى عاش الحب قبل الجامعة وانتهى بالنسبة اليه  -عندما يجد ذلك الحب ف الجامعة يندم اشد الندم على تعلمه الحب على يد فتاة اخرى ويجد الكلام الذى لقِّن به وهو صغير يتحقق حتى ياتى يوم الفراق ليجد نفسه كارها للحياه بكل ما فيها فيسأل نفسه عن سبب ما يحدث فقد استطاع تجربة الحب ف كلا المرحلتين قبل وفى الجامعة فيكرس جهده للبحث عن سبب ما حدث حتى يستطيع عقله الباطن اقناع عقلة الظاهر بأن الخطأ منه نفسه لم يستطع اختيار حبيبته على اكمل وجه فيبدأ فى تطوير حياته وشخصيته من اجل ان يستطيع فيما بعد اختيار شريكة حياته معتقدا ان ما يفعله هو الصواب لا يدرى أن من تحبه ستقبل به على حالته وشخصيته التى لم يرغب بها وانها وحدها من تستطيع ان تغير مجريات حياته لتعدل من سلوكه اذا كان خاطئا و ستنجح فى ذلك.


ويستمر الحال لدى كل منهما ف تلك الفترة فيكون البحث عن الحب هو شغلهما الشاغل حتى نهاية المرحلة الجامعية ويأتى اليوم الذى يريد فيه الارتباط الرسمى فلا يجد الفتاة التى يريدها و التى تتلائم مع نظام حياته فيضطر الى الاعتماد على الخطوة التى لطالما كرهها و هى الزواج التقليدى بأن يخبره احدهم عن تلك الفتاه ليبحث ف تاريخها عن الهفوات قبل الميزات فعندما يوفَّق فى تلك المرحلة يدخل مرحلة الخطوبة و التى يجب ان يتعرف فيها على من اختارها عقله ليجد فيها بعض الصفات التى لا تتلائم مع شخصيته لكن يجبر نفسه على مسايرتها لانه و بكل بساطه يقنع نفسه بانه لن يجد بعدها من توافق على شخصيته فيوافق على الارتباط بها ارتباطا رسميا حتى بعد الزواج وتحدث المشاكل العديدة بينهم ولا يجد فى نفسه القدرة على تصحيح خطأ ارتكبه فيما سبق .

فى النهاية :
حديثى هنا لا يتحدث عن الكل بل المعظم فليسوا جميعا عانوا من ذلك و بعضهم عانوا منه لكنهم وجدوا الحب و استمر معهم الى النهاية .

نصيحتى هنا :
-         لا تبحث عن الحب و لا تدر له ظهرك بل انتظر فالحب هو الذى يأتى لك ويتعرف على طباعك.
-          لا تستسلم لاراء السابقين فعقولهم احيانا لا تكون متفقة مع عقولنا و تفكيرنا .
-          الحب ليس له وقت محدد يأتى فيه فلا تربط الحب بالوقت فليس بينهما علاقة.
-         وجود الخلافات البسيطة لا تتعارض مع الحب بل تضيف اليه فالفرد عندما يعدل سلوك من يحبه كلاهما يجنيان ثمار حبهما .

1 comment: