26 Mar 2011

خاطرة - افكار خاطئة

نبحث جميعنا عن الشخص الملائم لبدء قصة الحب الحقيقية التى يريدها كل عاشق لكن يفاجئ كل مننا عندما يعلم أن فتى الأحلام او فتاة الأحلام شئ لا يوجد الا فى الأحلام يعجز الكثيرون عن تفسير ما يحدث و يقنعون أنفسهم أن ذلك الحب لم يأتى بعد و يستمروا فى الانتظار لفترات طويلة لرغبتهم فى رؤية الشخص الكامل الذى لا يوجد مثيل له و لكن ذلك لا يحدث .
نجد العديد من الفتية يتطلعون لان تكون فتاه احلامهم  ذات قوام رشيق و عيون خضراء و وجه مستدير  بيضاء  ذات جمال ملحوظ من يراها يفتتن بها و ملابسها رائعة و اشياء اخرى .. تلك هى الفتاة الكاملة التى يرغب بها كل شاب .
و تبحث الفتاه عن فتى احلامها و تعد ذلك سرا من الاسرار الدفينة التى لا ينبغى ان تفصح عنها و تجدهن مجتمعين على ان يكون من  مفتولى العضلات ممارسى الرياضة ومن ذوى الشعر الاشقر و العيون الزرقاء و ان تكون ملابسه تتخد الوضع الكلاسيكى و من ذوى الطول الملحوظ  و اشياء اخرى انا اعدها من وجهة نظرى من الاشياء الزائفة .
 يؤمن العديد بان من فى احلامهم ينبغى ان يشاركهم نفس الصفات و المواهب و لديهم نفس الذوق فى اختيار الاشياء الخاصة و الهدايا  وحتى يجب ان يتشاركون نفس النوع من الطعام .
هؤلاء لا يدرون ان اختلاف الصفات بينهم قد تجعل الحياة اكثر تشويقا و فيبدأ كل منهم يتعلم من الاخر كيف يعيش الحياة و يفعل اشياء لم يكن له سابق عهد معها .
يصاب قلة من الشباب و الفتيات ممن استطاعوا ان يجدوا من فى احلامهم بخيبة الامل عندما يرون احلامهم تنهار امام اعينهم فقد يجدوا بعد البحث المستمر و الذى قد يدوم لسنوات ان حبيبهم ذاك الذى اختاروه من بين الالاف بل الملايين من البشر لا يتفق معهم فى متطلباتهم التى يريدونها يوميا .
يبدو ان فتى او فتاه الاحلام لا يوجدون الا فى الافلام و القصص الخيالية التى برع المؤلفون فى صياغتها فهى تدمر العقول و تزرع بداخلها افكار لا تنتمى للواقع .
الحياة لا تقتصر على اختيار فتى الاحلام فقلة هم من يستطيعون ان يجدوه و قلة اخرى من يجدونه و تربط بينهم من قصص الحب الغريبة ما نراه ثم نستعجب بعد ذلك انهم يندمون على هذا الاختيار .
اتدرون لماذا ؟؟
لانهم ارادوا  اختيار شخص ما حسب مظهره الخارجى و نسوا ان الانسان بطبعة يحب المظاهر و يحب التفاخر بنفسه امام الاخرين لم يعرفوا فى الوقت المناسب ان كل شخص منا له اوجه كثيرة يتغير بها حسب الحالة المزاجية لديه
نجد هذا يضحك كثيرا فنقول انه من اسعد الناس على وجه الارض لكن نتقرب منه بعد ذلك نجده لا يرى الضحك الا للترويح عن الهموم التى يحتويها قلبه .
و نجد اخر يبكى فنسأله عن السبب يقول بانها دموع الفرح مصطلح خاطئ اطلقه الانسان بطبعة ليبرر لنفسه ان ما يفعله فالدموع هى نفسها لا يوجد دموع فرح و دموع حزن كلها دموع
تسأل نفسك لماذا تبكى اثناء فرحتك ؟؟
الاجابة هنا لن تكون علمية لكنها من وجهة نظرى و وجهة نظر الكثيرين فالدموع هنا طريقة للتعبير عن الخوف من فقدان تلك اللحظات السعيدة او لان الانسان بطبعه كتوم يستطيع تحمل ما يريد لكن عندما تاتى الفرصة ليبكى تجد دموعه تنهمر و لا يعرف كيف يوقفها لان الحزن الذى بداخله يستطيه السيطرة على الفرحة فتختلط الامور عليك ولا ترى مبررا غير دموع الفرحة خشية من الشكل امام الاخرين
تبكى الام ليلة زفاف ابنتها ليس لانها رأت حلما من حياتها تحقق و لكن لان ذلك لن يتحقق مره اخرى و فى نفس الوقت ابنتها سوف تتركها و ترحل بعيدا عنها حتى و ان كانوا فى نفس المنزل .

يجب ان يبحث الانسان فى اختيار شريك حياته عن من يتوافق معه توافقا روحيا لا يهم الصفات الخارجية والاهتمامات
يجب البحث عن الشخصية وليس المظهر ... القلب و ليس الوجه ... الداخل و ليس الخارج ... فكما قلت كل منا يخفى مكنوناته ليظهر شكل اخر لحياته يخدع بها كل من يعرفه معرفة سطحية .

انها الحياة يعيشها المرء مرة و احدة فيجب ان يتأنى كل منا فى اختياراته و ان يكون هذا الاختيار مبنى على اسس و دراسات اقامها بناءا على خبراته السابقة لكى لا يقع فى تلك الدوامة التى لم يستطع  العديد الخروج منها .
فكر الف مرة قبل فعل اى شئ قد يصفك البعض بالتردد فى اختيارك لكنك ستكون واثقا من اختيار ما يتلائم مع حياتك .
قل ارآءك بكل وضوح و لا تتعجب لأن تلك الاراء لن تعجب الاخرين كلهم  لكن ستعلم حينها من منهم يتفق مع شخصيتك .
لا تتعجل فى البحث عن من يتفق معه فلو فعلت سترهق نفسك كثيرا على شئ يكاد يكون عبثا بل ستجده يوما ما فى خلال مشاكلك اليومية

No comments:

Post a Comment